السبت، 20 مارس 2010
بيت السحيمي
بيت السحيمى
يعد هذا البيت من أشهر المزارات التي تقدم نموذجاً فريداً من نماذج عمارة البيوت السكنية الخاصة، بل إنه البيت الوحيد المتكامل الذي يعكس روعة فن العمارة الإسلامية في العصر العثماني في مصر.
سمي البيت بإسم آخر من سكنه وهو الشيخ محمد أمين السحيمي الحربي من الجامع الأزهر وهو الآن ملك للحكومة المصرية
البيت يقع في قلب منطقة الجمالية بحارة الدرب الأصفر المتفرعة من شارع المعز بحي الجمالية أقدم أحياء القاهرة، وبالقرب من باب الفتوح وباب النصر وسور القاهرة الفاطمي، وهي المنطقة التي قد نصفها بأنها منطقة هامة للجذب السياح، .بسبب قربها من الحسين وخان الخليلي.
بني بيت السحيمي في العصر العثماني في عام 1648 و شيده الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي، شيد على عدة مراحل إلى أن وصل البناء إلى الوضع الحالي، ويتكون من قسمين: الأول (الجنوبي)، وأنشأه الشيخ/ عبد الوهاب الطبلاوي سنة 1058هـ – 1648م، والثاني (الشمالي)، وأنشأه الحاج/ إسماعيل بن شلبي سنة 1211هـ – 1796م، وجعل من القسمين بيتًا واحدًا.
في عام 1931 اشترت الحكومة المصرية بيت السحيمي من ورثته بمبلغ 6 آلاف جنية مصري، واعتمدت ألف جنيه لترميمه، وفي العام التالي أصبح بيت السحيمي متحفا يستقبل الزائرين.
بيت السحيمي له خصوصية أثرية هامة، فهو يمثل نموذجا متكاملا لبيوت وقصور القرنين السابع عشر والثامن عشر، ويقف شاهدا على تاريخ اجتماعي وثقافي لشعب عريق.
فبيت السحيمي نموذج لمساكن القاهرة التقليدية تتمثل في سمات عمارة الدور التقليدية، ومن هذه السمات تصميم البيت بما يكفل له خصوصيته، وهى خصوصية تلاشت مع الزمن بهجر المصريين للكثير من الأنماط التقليدية المتوارثة في العمارة.
أما من الناحية الهندسية والفنية، نجد أن البيت كسيت جدران بعض القاعات من أسفل ( بوزرات ) من الخشب المزخرف على هيئة بلاطات القيشاني وكسيت الأرضيات بالرخام، أما واجهات القاعات فهي واجهات من خشب ( الخرط ) تشرف على الحديقة الكائنة بوسط البيت.
كما يشتمل البيت أيضًا على النجارة التقليدية تتمثل في المشربيات والأسقف والأبواب والدواليب، وتشهد هذه الأبواب والدواليب علي روعة فنون الخشب المعشق، وكذلك يضم البيت النافورات وفنون الرخام المزخرف والبناء بالأحجار وفن النحت في الحجر.
البيت من الداخل
تبلغ مساحة بيت السحيمي 2000 متر مربع، تتوسطه مساحة خضراء تمتاز بأشجار النخيل والزيتون، وكغيره من البيوت العثمانية يتميز بيت السحيمي بوجود المدخل المنحرف الذي يحجب من بداخل الدار، والفناء الذي يتوسط الدار وتُطل القاعات عليه والتي يصل عددها إلى115
وتتكون القاعات التي تطل على الحديقة الكائنة بوسط البيت من إيوانين، وببعض القاعات فسقية من الرخام، كما أن ببعض أسقف القاعات (مناور) تعلوها (شخشيخة) أي فتحة تهوية، وقد خصصت كل قاعة لغرض معين، فهناك قاعة الحريم وقاعة المرضعات وقاعة المقرأة لقراءة القرآن الكريم.
لان هذا الزمن لا يترك جميل إلا ويحطمه فقد كان للسحيمي نصيب من تأثيرات زلزال القاهرة في أكتوبر 1992، تعرض البيت إلى خطر الانهيار، ويكفي أن نعرف أن اكتشف به حوالي 14 ألف شرخ، وقد قامت وزارة الثقافه المصريه بترميمه وبعدها اعادت تطويره ضمن مشروع تطوير القاهره الاسلاميه برعاية الوزير الفنان فاروق حسني
يقول المهندس المشرف على البيت لدى الحكومة المصرية، د. أسعد نديم، أن عمر البيت لا يتجاوز 350 سنة إلا أن موقعة كان عامرا بالمباني منذ العصر الفاطمي وقد وجد من خلال حفريات قام بها مشروع توثيق وترميم البيت (1994 م إلى 2000 م) في أرجاء المنزل أن البناء الحالي يقوم فوق أنقاض وبقايا مبان أقدم منه قد ترجع إلى العصر الفاطمي حيث كان المكان موقعا للمنحر (المذبح).
وحاليا يعتبر بيت السحيمي مركزاً فنيا وثقافياً، حيث تستخدمه وزارة الثقافة ممثلة في صندوق التنمية الثقافية في أنشطتها المتعددة، فخلال شهر رمضان تقام فيه الليالي الرمضانية، حيث تقدم فيه "السيرة الهلالية" والتي يرويها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، ويلقيها المنشد الشعبي السيد الضوي وفرقته.
كذلك تقام فيه حفلات دورية للإنشاد الديني، وحفلات غنائية للمواهب الشابة، ولفرق الموسيقى العربية وفرق الآلات الشعبية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق