الجمعة، 26 يوليو 2013
عندما هانت مصر الكنانة
عندما هانت مصر الكنانة
في مثل هذه الايام من شهر رمضان الكريم كنا نمتع آذاننا بسماع الابتهالات والادعية الدينية وكان ينتفض القلب حبا لمصر عند سماع الشيخ النقشبندي وهو يبتهل داعيا لمصر قائلا :
مصر الكنــــانــة ما هانت على أحد الله يــحـرسهــا عطـفــا ويـرعـاهـا ندعـــــوك يارب أن تحمي مرابعها فالشمس عيـن لها والليل نجواها والسنبلات تصلي في مزارعهـــــا والعطر تسبيحها والقلب مرعاهــا
وها نحن ذا وصل بنا الحال بأن نقضي ايام شهر رمضان الكريم بدلا من التعبد والابتهال والتقرب إلي الله عز وجل صرنا نقضي أيام الشهر الفضيل في التفكير والتدبير والكيد لبعضنا البعض كلا منا يريد أن يتراقص علي دماء الآخر .. لم يعد يشبع رغباتنا إلا رؤية اللون الأحمر في الدماء السائلة علي الطرقات .. هل بدأ هذا التغيير من الثورة المجيدة بالخامس والعشرون من يناير آلفان واثني عشر حيث تكالب الكل علي كرسي السلطة ام أن ما يحدث هو نتاج جيل كامل تربي علي العنف والقهر حتى أصبحنا مرضي نفسيين لا تقشعر أبداننا لرؤية الموتى في ساحات الميادين .. اليوم وبعد مرور أقل من سنتين فقط علي المجازر التي ارتكبها العسكر في حق المصريين في ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وأستاد بورسعيد وغيرها يتناسى المصريون كل هذه الاحداث ملبيين دعوة الفريق السيسي للنزول للشارع لتفويضه لمحاربة الارهاب المحتمل من " الاخوان المسلمون " أي أرهاب ؟! وأي أخوان .. الاخوان المسلمون الذي حكم احد قيادتهم مصر لسنة كاملة بتوجيه من مكتب الارشاد ؟ هل تحاكمون فئة كبيرة من الشعب المصري علي فشل قياداته بالحكم أم تريدون محاسبتهم علي أعتصامهم المؤيد لافكار هم الاخرون يؤمنون بها صحت ام لا .. كما نحن نؤمن بأفكار رفضنا من قبل أن يحاربنا العسكر وأن يعتقلنا ويقتل ويعذب فينا بسببها .. أم نحارب فقط من أجل حريتنا في التظاهر والاعتصام ونرفض هذه الحرية إذا كانت ضد أهدافنا .. لماذا لم ننضج سياسيا ولم نتعلم الديمقراطية بشكلها الصحيح .. لماذا نبرر العنف بأن في أمريكا تفض الاعتصامات بالقوة وهل نحن ننشد الحرية والديمقراطية أم ننسخ أخلاقنا من الامريكان ونقلدهم ؟ ولماذا نفوض الجيش في مكافحة الارهاب المحتمل ؟؟ أليس هناك مؤسسة أخري تدعي وزارة الداخلية مهمتها الاولي والاخيرة هي مكافحة الارهاب وحماية الحياة المدنية ولا تحتاج في ذلك تفويض . أم هو تفويض لمهاجمة اعتصامات الاخوان بعد ساعات من اليوم 26 يوليو 2013 للقضاء علي فكرة الاسلام السياسي في مصر من جذورها ... للأسف تناسينا اننا بذلنا الغالي والنفيس لمحاربة حكم العسكر طيلة سنوات لم تكن قصيرة واليوم نأله أحد قيادتهم لأننا كرهنا حكم الاسلاميين لنا بعد فشلهم في القيادة وكأننا نشتاق لحكم شربنا من ويلاته الذل وانعدام الكرامة .. فليشهد التاريخ أننا اليوم ندخل في متاهة لا يعلم مخرجها الا الله وحده فلندعوه أن ينقذ مصرنا منها وأن يلهمنا حلا غير حلول السيسي الدموية وأن يعود علي الشهر الفضيل في السنة القادمة ونحن متسامحون نصلي كتفا بكتف بمساجد مصر وأن تعود سنابل القمح تصلي في مزارعها ... استقيموا يرحمكم الله